* وضع المرفقين على الأرض أثناء السجود وضم اليدين إلى الجنبين .
من الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين أنهم يفترشون أيديهم فى السجود حتى تلامس مرافقهم الأرض أثناء السجود ، وهذا مما نهى عنه رسول الله ؛ لأن فيه تشبها بالحيوانات .
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : " اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب " (1) .
وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله : " إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك "(2) وعن عائشة رضى الله عنها قالت: كان النبى ينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع(3) .
وعن ابن عمر أن رسول الله قال: " لا تفترش افتراش السبع ، وادعم على راحتيك وابد ضبعيك ، فإذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك "(4) .
وعن عبد الله بن مالك بن بحينة أن النبى كان إذا صلى فرَّجَ بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه "(5) ، ومعنى فرج بين يديه: أي نحى كل يد عن الجنب الذي يليها. وقد جاء ذلك مصرحاً أن النبى كان إذا سجد نحى يديه عن جنبيه (1) .
وعن ميمونة رضى الله عنها قالت: كان النبى إذا سجد لو شاءت بهمة أن تمر بين يديه لمرت (2) .
قال النووى: مقصود أحاديث الباب أنه ينبغي للساجد أن يضع كفيه على الأرض ويرفع مرفقيه عن جنبيه رفعاً بليغاً بحيث يظهر بياض إبطيه إذا لم يكن مستوراً ، وهذا أدب متفق على استحبابه فلو تركه كان مسيئاً وصلاته صحيحه . والله أعلم.
قال العلماء : والحكمة في هذا أنه أشبه بالتواضع ، وأبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض ، وأبعد من هيئات الكسالى فإن المتبسط كشبه الكلب ، ويشعر حاله بالتهاون بالصلاة وقلة الاعتناء بها والإقبال عليها والله أعلم (3) .
وقال ناصر الدين بن المنير: الحكمة فيه أن يظهر كل عضو بنفسه ويتميز حتى يكون الإنسان الواحد في سجوده كأنه عدد ، ومقتضى هذا أن يستقل كل عضو بنفسه ولا يعتمد بعض الأعضاء على بعض في سجوده ، وهذا ضد ما ورد في الصفوف من التصاق بعضهم ببعض ؛ لأن المقصود إظهارالاتحاد بين المصلين حتى كأنهم جسد واحد (1) .