احتضر بعض العصاة . وكان كلما قيل له : قل لا إله إلا الله يقول هذا البيت : يا رب قائلة يوماً وقد تعبت أين الطريق إلى حمام منجاب و سبب ذلك أن امرأة عفيفة حسناء خرجت إلى حمام معروف باسم حمام منجاب فلم تعرف طريقه وتعبت في المشي فرأت رجلاً على باب داره فسألته عن الحمام فقال : هو هذا وأشار إلى باب داره ، وكان باب داره يشبه باب هذا الحمام ! فلما دخلت أغلق عليها الباب . فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشر والفرح باجتماعها معه وقالت خدعة منها وتحليلاً للتخلص مما أوقعها فيه وخوفاً من فعل الفاحشة : يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا اشتر لنا شيئاً والطيب وشيئاً من الطعام وعجل العودة إلينا فقال الساعة آتيك بكل ما تريدين وتشتهين وخرج وتركها في الدار ولم يغلقها لأنه كان واثقاً بها وبرغبتها فاشترى الرجل ما يليق ورجع المنزل فوجدها قد خرجت وذهبت ، فهام الرجل بها وأكثر لذكرها وصار يمشي كالمجنون في الطرق والأزمة وهو يقول : يا رب قائلة يوماً وقد تعبت أين الطريق إلى حمام منجاب . فبينما يقول ذلك : إذا بجاريته تقول له : هلا جعلت سريعاً إذ ظفرت بها حرزاً على الدار أو قفلاً على الباب . فازداد هيامه بها واشتد هيجانه ولم يزل كذلك حتى كان هذا البيت ( … أين الطريق إلى حمام منجاب ) هو آخر كلامه من الدنيا وكان كلما قيل له : قل لا إله إلا الله يقول هذا البيت . فانظر كيف منعته هذه الخطيئة عن الإقرار بالشهادتين عند الموت مع أنه لم يصدر منه إلا إدخال المرأة .