حكي أن أخوين كان أحدهما عابداً والآخر مسرفاً على نفسه ، فسولت للعابد يوماً نفسه أن يتبع شهواتها ترويحاً لما ضيع من سني عمره في العبادة ثم يتوب بعد ذلك لعلمه أن الله غفور رحيم ، فقال العابد في نفسه : أنزل إلى أخي في أسفل الدار وأوافقه على الهوى واللذات بعض الوقت ثم أتوب وأعبد الله فيما تبقى من عمري ، فنزل على هذه النية . وقال أخوه المسرف قد أفنيت عمري في المعصية وأخي العابد يدخل الجنة وأنا أدخل النار والله لأتوبن وأصعد إلى أخي وأوافقه في العبادة ما بقي من عمري فلعل الله يغفر لي ، فطلع على نية التوبة ونزل أخوه على نية المعصية ، فزلت رجله فوقع على أخيه فمات الاثنان معاً ، فحشر العابد على نية المعصية وحشر المسرف على نية التوبة .