توفي أبو بكر رضي الله عنه بعد أن تولى الخلافة وسار في الناس سيرة حميدة وبارك الله في مدة خلافته على قصرها فقد كانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال فمات رضي الله عنه الثلاثاء بين المغرب والعشاء ليلة ثلاث وعشرين من جمادى الثانية سنة ثلاث عشرة من الهجرة وكان من بركته رضي الله عنه أن خلف على المسلمين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإن هذا والله من توفيق الله عز وجل ومن حسنات أبي بكر رضي الله عنه وعن عمر وعن عثمان وعن علي وعن جميع الصحابة إنه على كل شئ قدير أيها المسلمون استمعوا إلى قول الله تعالى: ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحته الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) اللهم إنا نسالك في مقامنا هذا أن تجعلنا من الذين اتبعوهم بإحسان اللهم أجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان اللهم اجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان اللهم احشرنا في زمرتهم اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم انك على كل شئ قدير اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد ألا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة يوم ألاقيه وأِشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى على خلقه الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
أما بعد
أيها المسلمون فانه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أمر متفق عليه بين أهل السنة أن خير هذه الأمة بعد نبيها هم الصحابة رضي الله عنهم وأن خيرهم أبو بكر رضي الله عنه ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنه في الفضل على ترتيبهم في الخلافة وأنهم في الخلافة على هذا الترتيب والنسق الذي اتفق عليه المسلمون إن علينا أيها الأخوة أن نترضى على هؤلاء الصحابة وأن نسال الله أن يثيبهم خير ثواب على ما قدموا لهذه الأمة وأن نكف عن مساوئهم وأن نعتقد أن ما وقع من بعضهم فإنما وقع عن اجتهاد إما أن يكونوا مصيبين فيه فلهم أجران وإما أن يكونوا مخطئين فيه فلهم أجر واحد وما سبق لهم من الفضائل والمناقب فإن هذا الخطأ منغمر في ذلك إن علينا أن نكف ألسنتنا عن القدح فيهم لأن القدح في صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قدح فيهم وقدح في شريعة الله وقدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدح في حكمة الله أما كونه قدح فيهم فالأمر ظاهر أما كونه قدحا في الشريعة فلأنهم الذين حملوا إلينا شريعة الله هم الذين رووها عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هم الذين حملوها إلي التابعين وحملها التابعين إلي من بعدهم حتى وصلت إلينا وستبقى بحول الله ستبقى إلي يوم القيامة لا يزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى أن يأتي أمر الله وأما كون ذلك قدحا في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن رسول الله صلى الله عليه سلم اختار الله أن يكون أصحابه هؤلاء البررة فإذا قدح فيهم إنسان لزم من هذا أن يكون صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في قفص الاتهام وفي محل القدح والقدح في الصاحب قدح فيمن صاحبه ولهذا جاء في الحديث: ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) فهل يعقل أن يكون صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم محل القدح وفي قفص الاتهام وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أن يكون ذلك قدحا في رسول الله وأما كونه قدحا في حكمة الله فلأنه ليس من الحكمة أن يختار الله لأشرف الرسل عنده من هم في قفص الاتهام وفي مكان القدح هذا بلا شك ينافي الحكمة وبهذا يتبين أن حكمة الله وأن صحبة رسول الله وأن حفظ شريعة الله كل ذلك يقتضي أن يكون الصحابة رضي الله عنهم محل ثناء ومحل فضل ومحل مناقب وأنه لا يجوز لنا أن نتحدث عنهم بسوء وأن ما ورد عنهم مما يظن أنه سوء بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما هم فيه مجتهدون إما مصيبون وإما مخطئون فإن أصابوا فلهم أجران وإن اخطئوا فلهم أجر واحد إننا نقول من على هذا المنبر ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم واعلموا أيها الاخوة أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في الدين بدعة وكل بدعة ضلالة فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار أتدرون من الجماعة وما المراد بالجماعة الجماعة هم الذين اجتمعوا على شريعة الله غير متفرقين فيها ولا متباعدين ولا متباغضين والجماعة هي أن نجتمع على شريعة الله سواء لا يختلف بعضنا عن بعض هذه هي الجماعة ومن مقوماتها أن نصلي الصلوات الخمس جماعة في المساجد كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم إن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بداءه بنفسه فقال جل من قائل عليما: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) فسمعا لك اللهم وطاعة اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفاءه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أرضى عنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم اجعلنا من حملته الناصرين له المنصورين به يا ذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسألك أن تنصر المسلمين في كل مكان اللهم انصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك اللهم دمر الصرب والكروات اللهم دمرهم تدميرا لا يقومون بعده اللهم دمر من يعينهم على المسلمين بمنك وكرمك يا رب العالمين اللهم أرنا في إخواننا المسلمين ما يسرنا من النصر المبين والعز والتمكين وأرنا في الصرب والكروات ومن يعاملهم ما يسرنا من الهزيمة والخذلان والدمار والهلاك يا أرحم الراحمين اللهم أنصرهم اللهم أنصرهم اللهم أنصر إخواننا في البوسنة والهرسك اللهم أعنهم على ما أصابهم من برد الشتاء ومن اعتداء الأعداء يا ذا الجلال والإكرام اللهم تقبل منا انك أنت السميع العليم اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون وأذكروا الله العظيم الجليل يذكركم وأشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون-تم والحمد لله