قال المدائني : رأيت بالبادية امرأة لم أر جلداً ولا أنضر منها ولا أحسن وجهاً منها ، فقلت : تالله إن فعل هذا بك الاعتدال والسرور ، فقالت : كلا والله إن لدي أحزان وخلفي هموم ، وسأخبرك : كان لي زوج وكان لي منه ابنان فذبح أبوهما شاة في يوم عيد الأضحى والصبيان يلعبان ، فقال الأكبر للأصغر : أتريد أن أريك كيف ذبح أبي الشاة ، قال : نعم ، فذبحه . فلما نظر إلى الدم جزع ففزع نحو الجبل فأكله الذئب فخرج أبوه في طلبه فتاه أبوه فمات عطشاً فأفردني الدهر فقلت لها : وكيف أنت والصبر ؟ فقالت : لو دام لي لدمت له ولكنه كان جرحاً فاندمل .