اشترى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو أمير المؤمنين حصاناً وسار بعيداً عن البائع وركبه ليجربه .. فأصيب الحصان بعطب . فساورته نفسه بإرجاعه ظناً منه أن البائع خدعه فيه . ولكن البائع رفض قبول الحصان من أمير المؤمنين . فماذا يفعل أمير المؤمنين أمام هذا الرجل المشاكس ؟ هل يأمر باعتقاله ؟ هل يلفق له تهمة ؟ أبداً لقد قدم في حقه شكوى . لكن الرجل المشكو أصر على أن يختار هو القاضي واختار فعلاً (شريح) القاضي المشهور بالعدل ووقف أمير المؤمنين في قفص الاتهام . وصدر الحكم ضد عمر وفقاً للقانون العدل قائلاً لعمر : خذ ما ابتعت أو رد كما استلمت . ويقول عمر مسروراً وهو ينظر إلى شريح قائلاً :" وهل القضاء إلا هكذا " ثم لا يأمر بسجن القاضي ولا باتهامه بالعمالة أو إزعاج أمن الدولة وإنما يعينه قاضياً على الكوفة مكافأة له .