صدقتى والله
فقد قال الإمام الشافعي يخبر عن طعم الدنيا:
ومن يـذق الدنيـا فإني طعِمتهــا *** وسيـق إلينـا عذبُهـا وعـذابُـهـافلـم أرهـا إلا غروراً وبـاطــلا *** كما لاح في ظهـر الفـلاة سرابُهـا
ومـا هي إلا جـيفـة مستحـيلـة *** عليها كـلابٌ همُّهُـنَّ اجتـذابــهـا
فإن تجتنبها كنت سلمـا لأهلهـــا *** وإن تجتـذبهـا نازعتـك كـلابهـا
فطوبى لنفس أولعت قَعْـرَ دارهــا *** مغلَّقـة الأبـواب مرخىً حـجابهـا وقال وهو على فراش الموت:ولما قسـا قلـبي وضاقـت مذاهبـي
*** جعلـت رجـائي نحـو عفـوك سُلمـا
تعـاظـمنـي ذنبـي فلـما قـرنتـه
*** بعفـوك ربي كـان عفـوُك أعظـمـا
فما زلت ذا عفـو عن الذنب لم تـزل
*** تجـود وتـعـفـو مـنـة وتكـرمـا
رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال لرفيق له:
أين تذهب؟ قال: أذهب إلى السوق.
قال أبو هريرة: إن استطعت أن تشتري لي الموت فافعل، فإنه طال شوقي إلى ربي، وإن الموت
أحب إلى من شرب الماء البارد للعطشان. ولما حضر بلالاً الموت قال:
"واطرباه! غدا ألقى الأحبة محمدا وصحبه". ولما حضرت معاذا الوفاة قال:
"اللهم إني قد كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك. اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول
البقاء فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظَمإ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء
بالركب في حلق الذكر". ولما احتضر سلمان بكى وقال:
"ما أبكي جزعا على الدنيا، ولكن عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تكون بُلغةُ أحَدنا
من الدنيا كزاد راكب".
فلما نظروا في تَرِكة سلمان رضي الله عنه وجدوا قيمة ما ترك لا تعدو بضعة عشر درهما. جزاك الله الفردوس
ا/ نور الجنه وجعل ما تقدميه بميزان الحسنات يارب