أن امرأة من نساء المدينه المنوره ماتت فجيىء لها بالمغسله لتغسلها ولما وضع الجثمان ليغسل وجاءت المغسله تصب الماء على جسد الميته ذكرتها بسوء وقالت : كثيرا مازنى هذا الفرج فالتصقت يد المغسله بجسم الميته بحيث أصبحت لاتقوى على تحريك يدها فأغلقت الباب حتى لا يراها أحد وهى على هذه الحال وأهل الميته خارج الحجره ينتظرون تكفين الجثه فقالوا لها أنحضر الكفن فقالت لهم : مهلا وكرروا عليها القول فقالت : مهلا وبعد ذلك دخلت احدى النساء فرأت ما رأت فأخذوا رأى العلماء فى المغسله والميته فقال أحد العلماء : نقطع يد المغسله لندفن الميته لأن دفن الميت أمر واجب وقال بعضهم : بل نقطع قطعه من جسد الميته لنخلص المغسله لأن الحى أولى من الميت واحتدم الخلاف وكل هذا بسبب كلمه قيلت ولكنها كلمه ثقيله قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قذف محصنه يهدم عمل مائة سنه "
أما علماء المدينه المنوره فقد وقفوا حائرين : أيقطعون يد المغسله أم يقطعون قطعه من جسد الميته وأخيرا اهتدوا الى أن يسألوا الامام مالك بن أنس رضى الله عنه وقالوا كيف نختلف وبيننا الإمام مالك فذهبوا إليه وسألوه وإذا بالإمام مالك يأتى على جناح السرعه وبينه وبين المغسله والميته باب وسألها من وراء حجاب وقال لها : ماذا قلت فى حق الميته ؟
قالت المغسله : يا إمام رميتها بالزنا ! فقال الإمام مالك رضى الله عنه : تدخل بعض النسوه على المغسله وتجلدها ثمانين جلده مصداقا لقوله تعالى : " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلده ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون " فدخلت النساء وجلدن المرأه المغسله القاذفه وبعد تمام الجلدة الثمانين رفعت يدها عن جسد الميته ومن هنا قيل لايُفتى ومالك فى المدينه