الحجامة بين التوصية النبوية الشريفة والممارسة الآنية والحقائق العلمية
الحجامة أو كاسات الهواء من الطرق الطبية الشعبية الشائعة لدى العامة بين الناس
المحجم : هو ما يحتجم به من مشرط وأدوات مساعدة. والحَجْمُ باللغة هو المص (حجم الصبي ثدي أمه أي مصه) ، والحَجْام : هو الذي يقوم بعملية الحجامة. والفعل منها يَحْجُم.
يقال أن الحجامة تقوم على مبدأ التخلص من الدم الفاسد علما أنني لا أعتقد أن هناك دم فاسد في الجسم والتراكمات (المؤكسدات) في الأبدان، وخصوصا في منطقة الظهر إن الاعتقاد هذا بأن هناك دم فاسد في الجسم يلغي الحقيقة العلمية الثابتة حول وظيفة أكبر غدة في جسم الإنسان ألا وهي الكبد والذي من أهم وظائفه ضبط السموم الواردة لجسم الإنسان عن طريق الأدوية والأغذية والمشروبات أو سموم البيئة التي تدخل الجسم حيث يقوم بالتخلص منها وطرحها خارجا مع الصفراء بطريق الأمعاء أو مع البول بطريق الدم والكليتين ، كما أن الأوردة والتي تنقل الدم من القلب المحمل بثاني أكسيد الكربون والمواد الضارة تساهم في تنقية الجسم من المواد الضارة بواسطة الرئتين وعملية الزفير .
تعتمد الحجامة على خلخلة الهواء فوق نقاط محددة من الجسم. وكما ذكر سابقا يفضل فوق منطقة الظهر، وفي منطقة الكاهل حصر أي أعلى الظهر تحت لوحي الكتفين وعلى جانبي العمود الفقري ويفضل منطقة الظهر كونه الأقل حركة في الجسم.
ويقال أنه مع التقدم في السن تعمل هذه التراكمات والدم الفاسد على عرقلة سريان الدم في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى بطئ في عمل كريات الدم الفتية وبالتالي يصبح الجسم عرضه للأمراض المختلفة حيث تقل المقاومة العامة فإذا حجم عاد الدم إلى نصابه وذهب الفاسد منه المحتوي على نسبة عالية من الكرات الحمر الهرمة ومن الشوائب الدموية الأخرى حيث يفسح المجال أمام الدم النقي وكريات الدم الحمراء الصغيرة الفتية حاملة معها المزيد من الأكسجين والطاقة والحيوية لتغذي خلايا الجسم وأعضائه الأخرى علما بأن الدم المسحوب بواسطة الحجامة هو خليط من الأوردة والشرايين أي الدم حامل الأكسجين والدم حامل ثاني أكسيد الكربون وليس باستطاعة مشرط المحجم أن يفرق بين الأوردة والشرايين المنتشرة بكثرة في مناطق الحجم .
الحجامة الجافة
وتستعمل كأسات ذات فتحتين توضع إحداهما فوق الموضع المحدد من الجسم، ويشفط الهواء من الأخرى، فتبرز منطقة الجلد تحت الكأس. مما يساعد على امتصاص العديد من الغازات الضارة المتجمعة تحت الجلد .
الحجامة الرطبة
تجرى بنفس طريقة الجافة على أن يبزغ موضع الاحتقان بمشرط أو بإبر معقمة نظيفة لإحداث عدة جروح سطحية بطول واحد إلى ثلاث سم وبعمق لا يتجاوز المليمتر ونصف بغية جذب كمية قليلة من الدم ليسيل من تلك الجروح. لان طبقة الجلد البارزة تكون محتقنة وممتلئة بالدم الفاسد والمؤكسدات الضارة.
استخدمت الحجامة في عدد من الحضارات القديمة وعرفها العرب في جاهليتهم وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم انتقلت إلى أوروبا عبر الوجود الإسلامي في الأندلس الذي استمر لأكثر من ثمانية قرون وبقي استخدامها إلى اليوم مع تطوير أجهزتها في ظل التقنيات الحديثة .
وعلى من يريد أن يحجم أن يستعين بعالم وعارف بالحجامة ومن أهل الإيمان والثقة وله معرفة بالطب والتداوي وحذارٍ من المشعوذين والإعلانات الصحفية الباهرة الجذابة والتي تبدو خيالية وتعطي الحجامة القدرة على شفاء العديد من الأمراض وخصوصا الأمراض المزمنة كالسرطان والسكري والد يسك .
وقد أكدت البحوث الحديثة جدوى الحجامة في علاج بعض الأوجاع البسيطة والضعف والوهن فكثيرا ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحجم بعد الرجوع من الحروب والغزوات وذلك لتجديد النشاط والحيوية ويشبه تأثير الحجامة على الجسم عمل الإبر الصينية والعلاج الطبيعي إلى حد بعيد حيث تنطلق نبضات من مكان الألم أو من الخلايا الحسية على شكل نخزات استغاثة إلى مراكز الحس والتحكم الإداري في الدماغ في صورة إعداد من الهرمونات وغيرها من المركبات الكيماوية ، فيرسل المخ على الفور ، إلى جميع الأجهزة والأعضاء المتحكمة في مختلف عمليات الجسم المختلفة أمراً بإسعاف الجزء المستغيث من الإصابة أو الآلام وإعانته على تجاوز ما هو فيه من الآلام بالوسائل والطرق المناسبة. وقد أثبتت الدراسات أن افضل أنواع العلاج هي التي يقوم بها الجسد بنفسه. والحجامة وسيلة لاستثارة الجسد للقيام بذلك.
[b]