مما رواه الجاحظ من محاسن المواعظ فى كتابه الشهير " المحاسن والاضداد " قوله عن رجل عربى راه بين اخلاط الناس لايزال حافظا لفصحى لسانه ومطيعا لحجة دينه ، وقد التقى به فى مسجد على طريق الحج ، فسمعه بعد أن صعد المنبر ، وحمد الله وأثنى عليه يقول :
" أيها الناس : انما الدنيا دار ممر والاخره دار مقر ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من يعلم أسراركم ، أما بعد ... فانه لن يستقبل أحد يوما من عمره الابفراق اخر من أجله فاستعجلوا لانفسكم ماتقدمون عليه ، لا لما تظعنون عنه ، وراقبوا من ترجعون اليه ، فانه لاقوى أقوى من خالق ، ولاضعيف اضعف من مخلوق ، ولامهرب من الله إلا إليه " .