فالامر كله اليه وحده لاشريك له ، فتوكل عليه لاغير ، وكذلك تترك التدبير فى أمورك إلى من يدبر الأمر فى السماء والأرض ، وتريح نفسك من كل شيىء لايبلغه علمك وفكرك من أمر غد ، ونظرك فى أمر يكون غدا ، أولا يكون وأنه كيف يكون وتكف عن لعل ، ولو إذ ليس فيه إلا شغل القلب ، وتضييع الوقت ، ولعله تكون أمور لم تخطر ببالك فيكون ماسبق فى فكرك وتدبيرك وتضييعك الوقت العزيز فيه لغوا بلا فائده ، بل خسرانا تندم عليه ، وتغبن فيه لمكان شغل القلب فيه وتضييع العمر فى ذلك ، وفى هذا المعنى لبعض الزهاد :
سبقت مقادير الإله وحكمه فأرح فؤادك من لعل ومن لو
وقال اخر :
سيكون ماهو كائن فى وقته وأخو الجهالة متعب محزون
فلعل ماتخشاه ليس بكائــــن ولعل ماترجوه ليس يكــــون