[ فضل الرباط والحراسة في سبيل الله ]
الرباط هو الإقامة في الثغور وهي الأماكن التي يخاف علي أهلها من أعداء الإسلام, والمرابط هو المقيم فيها المعد نفسه للجهاد في سبيل الله , والدفاع عن دينه , وإخوانه المسلمين .
وقد ورد في فضل المرابطة والحراسة في سبيل الله أحاديث كثيرة إليك أيها الأخ المسلم الراغب في الرباط في سبيل الله طرفا منها نقلا من كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذرى يرحمه الله .
عن سهل بن سعد رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها, وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة, يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها) رواه البخاري ومسلم و الترمذى وغيرهم .
وعن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول ( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وان مات فيه جري عليه عمله الذي كان يعمل , وأجري عليه رزقه , وأمن من الفتان ) رواه مسلم واللفظ له و الترمذى والنسائي و الطبرانى وزاد ( وبعث يوم القيامة شهيداً ).
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كل ميت يختم علي عمله إلا الرابط في سبيل الله فانه ينمي له عمله إلى يوم القيامة , ويؤمن من فتنه القبر ) رواه أبوداود و الترمذى وقال ( حديث حسن صحيح ) , والحاكم وقال ( صحيح على شرط مسلم ) , وابن حبان في صحيحه وزاد في آخره قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ( المجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل ) وهذه الزيادة في بعض نسخ الترمذي.
وعن أبي الـدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رباط شهر خير من صيام دهر , ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن الفزع الأكبر , وغدي عليه وريح برزقه من الجنة , ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل ) رواه الطبراني ورواته ثقات.
وعن العرباض بن سارية رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله ويجري عليه رزقه إلى يوم القيامة ) رواه الطبراني في الكبير بإسنادين رواة أحدهما ثقات .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ( من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه الصالح الذي كان يعمل, وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان, وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر ) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح و الطبراني في الأوسط أطول منه وقال فيه ( والمرابط إذا مات في رباط كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة, وغدي عليه وريح برزقه , ويزوج سبعين حوراء , وقيل له قف اشفع إلى أن يفرغ من الحساب ) وإسناده متقارب .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذى وقال ( حديث حسن غريب ) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( عينان لا تمسهما النار أبدا عين باتت تكلأ في سبيل الله, وعين بكت من خشية الله ) رواه أبويعلى ورواته ثقات و الطبرانى في الأوسط إلا أنه قال ( عينان لا تريان النار ) .
وعن عثمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( حرس ليلة في سبيل الله أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها ) رواه الحاكم وقال ( صحيح الإسناد ) .
والأحاديث في هذا المعني كثيرة , وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية للراغب في الخير .
ونسأل الله أن يوفق المسلمين للفقه في دينه , وأن يجمعهم علي الهدي , وأن يوحد صفوفهم وكلمتهم علي الحق , وأن يمن عليهم بالاعتصام بكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام – وتحكيم شريعته و التحاكم إليها , والاجتماع علي ذلك والتعاون عليه انه جواد كريم , وصلى الله وسلم علي نبينا محمد وآله وصحبه.
عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله