هذه الظاهرة وتأثيراتها علي العلاقات الأسرية كانت موضوع ندوة التواصل بين الآباء والأبناء التي عقدها أخيرا المجلس العربي للتربية الأخلاقية برئاسة د.صديق عفيفي, اتهم فيها د.أحمد الرشيدي استاذ اصول التربية بجامعة جنوب الوادي التكنولوجيا بأنها حولت المراهقين الي مستهلكين للمواقع اللاأخلاقية مما افقدهم القدرة علي التفكير والتطلع الي المستقبل, واتهمها أيضا بأنها اسهمت في نشر أفكار مستوردة لايتحقق منها إلا الفساد الأخلاقي, وأنها بدلا من أن تساعد علي تحقيق التقارب الاجتماعي بين صلة الرحم أدت علي العكس الي حدوث انفصال لاسلكي لايتحقق به الا السماع الصوتي.
أما د.وائل الرفاعي مدرس علم النفس بجامعة حلوان فأشار الي التأثير السلبي لإدمان الانترنت علي قيمة التواصل بين الآباء والأبناء مؤكدا أن من بين كل200 شخص مستخدم للانترنت يوجد مدمن سواء للألعاب أو المواقع الإباحية..
وهذا الادمان يظهر في شكل عدم القدرة علي التوقف أو الضبط والقلق والارتعاش العصبي وحدة المزاج عند التوقف عن استخدام الانترنت والكذب والتأثير علي المذاكرة أو العمل.. بعد عرض هذه التأثيرات السلبية تباحث المشاركون في الندوة حول الحلول المقترحة لتجنبها, فأشارت د.فيوليت فؤاد خبيرة تربوية الي ضرورة منح الوالدين للأبناء فرصة التواصل من خلال عقد لقاءات اسبوعية أو شهرية مثلا للتباحث في أمور الأسرة وأي مشاكل تواجهها.
هذا الرأي اكده أيضا د.محمد معوض عميد كلية الإعلام بجامعة النهضة موضحا أهمية أن تكون هناك ديمقراطية في البيت, وأن يعود الآباء ابناءهم علي المناقشة الحرة.. كما أشارت معزز الديواني مديرة مدارس طيبة الدولية المتكاملة الي ضرورة أن يكون جهاز التليفزيون والكمبيوتر في اماكن غير منعزلة في المنزل حتي يكون هناك نوع من الرقابة غير المباشرة علي الأبناء.
وفي نهاية الندوة اكد د.صديق عفيفي أهمية استمرار مناقشة مثل هذه القضايا, معلنا أن المؤتمر السنوي للمجلس العربي للتربية الأخلاقية سوف يناقش قضية اخلاقيات الشباب العربي.