الحبيب والهجره

لم تكن الهجرة أمرا هيناً ولا رحلة سهلة كانت متاعب متصلة وآلاما مستمرة.. وفي عصرنا هذا تقوم الحروب بسبب الهجرة والمهاجرين فإن استقبال اللاجئين وإيواءهم يعتبر مشكلة من أعتي المشكلات وانظر كيف هون الله الأمر علي المهاجرين.
كان صلي الله عليه وسلم يصبرهم ويدعوهم إلي مزيد من التصبر والتحمل.. يقول "والذي نفسي بيده لا يصبر علي ؟؟؟؟ المدينة وشدتها أحد إلا كنت له شفيعاً يوم القيامة".. وكان يدعو الله أن يجد المهاجرون في المدينة من الراحة والأمن والاستقرار ما كانوا عليه في مكة وكان يتخذ من السابقين.. القدوة في الدعاء فقد تذكر أبا الأنبياء إبراهيم حينما ترك زوجه هاجر وابنه إسماعيل في صحراء مكة وجعل يدعو "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" كان يتذكر هذا الدعاء فيدعو "اللهم إن إبراهيم عبدك ونبيك وخليلك وإني عبدك ونبيك ورسولك وأنه قد دعاك لمكة وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه" تلك كانت وسيلة لرفع الروح المعنوية بين المهاجرين ولكن الله عندما يريد ان يمحص انساناً يزيده بلاء وذلك ما تم للمهاجرين.
لقد صادف ان دخل وباء الحمي إلي المدينة في هذا الوقت ومرض المهاجرون ومرض الانصار وانظر إلي مريض يرتعد يحتاج الرعاية فلا يجد الرعاية ويحتاج إلي الخدمة من الأهل فلا يجد الأهل.. لقد ترك المهاجرون المال والأهل والجيران والأصحاب والأحباب هاجروا بدينهم لاجئين إلي الله.
تقول أم المؤمنين عائشة لما قدمنا المدينة اصيب أبوبكر واصيب بلال فدخلت عليهما وقلت يا أبت كيف تجدك..؟! ويا بلال كيف تجدك..؟! فكان أبي يقول كل امرئ يصبح في أهله والموت أدني من شراك نعله.. وكان بلال يقول ألا هل ابيتن ليلة بواد وحولي اذخرو جليل وهل اردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل.
قالت فأخبرت النبي صلي الله عليه وسلم فكان يدعو "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم صححها لنا وبارك لنا في هوائها ومدها وصاعها اللهم اجعل في المدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة.
واستجاب الله دعاء رسوله فإذا المهاجرون يجدون في الأنصار أهلا مكان الأهل ويجدون في يثرب وطنا مكان الوطن وإذا الانصار يفتحون قلوبهم للمهاجرين كما فتحوا لهم بيوتهم وإن استقبال الأنصار للمهاجرين منقطع نظيره في تاريخ الدنيا وإذا السماء تسجل هذا الاستقبال الكريم الفريد "والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".
أحمد جمال الدين عزام المطرية دقهلية

بابى انت وامى يارسول الله
الحبيب والهجره 802755

» رساله من الحبيب
» لا تقل مات الحبيب المصطفى
» وجه صادق ( الحبيب )
» معجزات على يدى الحبيب
» لو كان بيننا الحبيب