عبدالناصر مرز شخصيه مهمه
احترام المنتدى : البلد : هوايتى : المزاج : عدد المساهمات : 1529 اوسمه العضو :
| موضوع: المتاجره بالايمان اشد خطرا على الاسلام الثلاثاء 8 ديسمبر - 6:09 | |
| المتاجرة بالإيمان..الأشد خطراً علي الإسلام بقلم الدكتور : محمد البهي رحمه الله | طالما لم تكن الدعوة إلي الحق سلعة يتجر بها. ولا حرفة يتعيش بسببها. وطالما كان الإيمان بها عن حرية وفي غير إكراه وقسر فالمؤمن بها لا يحتاج في مباشرة مبادئها وتنفيذ تعاليم الرسالة التي جاءت بها إلي إذن من صاحب الدعوة. فتنفيذها عندئذ ما هو إلا التعبير العلمي عن الإيمان بها. والفصل بين الإيمان والإسلام في تاريخ الفكر الإسلامي هو فصل مصطنع. أو هو أقرب إلي المفاهيم اللغوية منه إلي طبيعة الإيمان ومستلزماته. فإذا عرف الإيمان مثلا في تاريخ هذا الفكر بأنه التصديق بما جاء به الرسول عليه السلام. وعرف الإسلام أيضاً بأنه الممارسة العملية لمبادئ الإيمان فإن تعريف هذا وذاك لا يخرجهما إطلاقاً عن التلازم في قبول إيمان المؤمن. وصحته. وصدق الإسلام وبعده عن النفاق والرياء. وإذن فإن من الأمارات االموضحة لصحة الإيمان ممن آمن هو أن يباشر المؤمن نتائج الإيمان دون الحاجة إلي الإذن في مباشرتها من الداعي إلي الحق. وفي هذا يقول القرآن الكريم: "لايستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم. والله عليم بالمتقين. إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون" "التوبة:44 45". فهنا الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس إحدي نتائج الإيمان بالله. وإن كان أكثرها مشقة علي النفس. وأدعاها إلي إبعاد التردد والريب. والشكوك عن الإيمان. فالمؤمن حقاً يقوم بالتضحية بالنفس والمال دون أن يستأذن في مباشرتها. لأن الإستئذان من جهة أمارة النفاق. ومن جهة أخري علامة التردد والشك. وبعبارة أخري هو أمارة الاحتراف بالإيمان قبل الركون له والاطمئنان اليه: "إنما يستأذن الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر. وارتابت قلوبهم. فهم في ريبهم يترددون". والذين يستأذنون عادة في مباشرة مستلزمات الإيمان هم أشد خطراً علي الدعوة إلي الحق وعلي قضية الإيمان ذاته من أولئك الذين يعارضون الدعوة صراحة ويقفون في طريقها جهراً. هم أشد خطراً. لأنهم في الأزمات والشدائد يتحايلون علي النجاة بأنفسهم وأموالهم. ويتركون الإيمان والدعوة إليه دون مساندة. إن كانت في أمس الحاجة إلي المساندة. وهم في الوقت نفسه في أوقات رخاء الدعوة أسبق الناس إلي الحصول علي مغانمها وأرباحها المادية أو الأدبية. وفي كلتا الحالتين يعملون من أجل أنفسهم ويستخدمون الدعوة والإيمان بها وسيلة وليست غاية. ولذا وجب علي صاحب الدعوة إلي الحق أن يحذر مثل هؤلاء ويتخذ منهم الحيطة أكثر مما يتخذها من أولئكم الكافرين الصرحاء في كفرهم ومعارضتهم. والدعوة إلي الحق ليست دائماً دعوة الرسول لرسالة الله التي كلف بتبليغها للناس. ولكنها قد تكون دعوة لمبادئها من غير صاحب الرسالة. وفي غير عهدها. وزمنها. فكل مايفيد البشرية ويرفع مستوي الإنسانية ويحول دون الخصومة والتطاحن ويدعو إلي الإستقرار والسلام. هو دعوة لمبادئ هذه الرسالة وإلي الحق ذاته.
|
| |
|