أختي المسلمة :
أسألك سؤالاً بسيطاً وعليك الإجابة بصراحة متناهية :
س: هل يقوى جسدك على النار ؟
ج : لقد أحسنتِ الإجابة يا أختاه ، بالطبع لا ، والله لا يقوى !!
إذاً لماذا لا تتقين النار التي حرارتها أضعاف أ ضعاف نار الدنيا حرارة ولهيباً . وما بالك تتقين حرارة الدنيا التي سرعان ما تزول وتندمل وتشفين منها – حتى ولو كان ذلك حرقاً بسيطاً – ولا تتقين حرارة الآخرة والعياذ بالله منها . كأَنني أراكِ إذا و ضعت يدك على قدر النار ترجعينها و تقينها بقطعة قماش , فلتعتبري يا أخيه (الأعمال الصالحة )هي بمثابة قطعة القماش تلك لتتقين بها حرارة نار يوم القيامة . نعوذ بالله من عذاب النار ، ونسأله الجنة مع الأبرار .
وإليك يا أخيه عشر نصائح ولنتفق على تسميتها ( فرص ثمينة ) :
الأولى :
احرصي على أداء الصلاة في وقتها – وفقك الله – وبإتقان وحرص علي أدائها بخضوع وتدبر وعدم السهو عنها ، قال الله تعالى : { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) [الماعون:4،5] فلم يقل الذين لا يصلون. بل يصلون وهم ساهون عنها , متى ما فرغوا من أشغالهم وأهوائهم أدوها ساهون عنها .. والويل : واد من أودية جهنم نعوذ بالله منه.
فأنت مسؤولة عن صلاتكِ يوم القيامة ، فإن صلحت صلح عمالك كله ، وإن فسدت فسد سائر العمل ، فلماذا تضيعين جهدك هباء منثوراً ؟ واغتنمي أربعاً قبل أربع : حياتك قبل مماتك ، و شبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك ، و فراقك قبل شغلك ،. قال الرسول صلي الله عليه وسلم : ( لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يُسئل عن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ، وعن عمره فيما أفناه ).
الثانية :
احرصي على صلاة الفجر ووقتي المنبه "الساعة " كما توقتينها عند حاجتك الدنيوية ، أيقظي من حولك ، وخاصة زوجك وأبناءك وجميع محارمِك ، لكي تأخذي أجرهم ، اصبري ولا تتهاوني ، واحتسبي الأجر والثواب من الله عز وجل .
الثالثة :
احرصي – وفقك الله- على أداء السنن الرواتب فهي لا تأخذ منك وقتاً كثيراً ، واحتسبي الأجر من الله عز وجل ، وقومي بركعتين قبل صلاة الفجر ، وركعتين ثم ركعتين قبل صلاة الظهر ، وبعدها كذلك ركعتين لقوله صلى الله عليه وسلم "من صلى قبل الظهر أربعاً وبعدها أربعاً حرم الله وجهه عن النار ".[رواه أحمد والترمذي]
وبعد صلاة المغرب ركعتين ، وبعد صلاة العشاء ركعتين ، لتصبح مجموع ركعات السنن الرواتب "12" ركعة . لقوله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة " " أو بُني له بيت في الجنة ".[رواه مسلم ]
ومن النوافل الكثير والكثير كصلاة الوتر ، وأقله ركعات قبل منامك ركعتين ، ثم ركعة واحدة ، اطلبي من الله عز وجل فيها كل ما ترجينه في الدنيا والآخرة . ولا تنسي صلاة الضحى فإنها فضيلة وفي وسعك أن تصلي من ركعتين إلى ما شاء الله .فهذه الصلوات تزيد درجاتكِ ، و تثقل ميزانك يوم القيامة ، وتكفر عنك سيئاتك يوم لا ينفع مال ولا بنون .
قال الله تعالى : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة: 7،8]
السنن الرواتب :
وقت صلاة السنة عدد الركعات
قبل الفجر == ركعتين
قبل الظهر == أربع ركعات
بعد الظهر == ركعتين
بعد المغرب == ركعتين
بعد العشاء == ركعتين
الرابعة:
احرصي على الأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت ، والدعاء واللجوء إلى الله كلما ضاق بك أمر ، ولا تلجئي لأي مخلوق ، والجئي لرب العباد فهو وحده القادر على إجابتك ، وعليك تحري أوقات الإجابة ، فمنها ثلث الليل الأخير ويقول :"هل من داع فأستجب له ، هل من سائل فأعطيه "، وكذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة وتحريها حتى وقت الغروب ، وبعد كل أذان ، وعند كل صلاة . فلماذا تضيعين تلك الفرص من يديك – وفقكِ الله ورعاكِ - ؟!
الخامسة :
احرصي – بارك الله فيكِ – على الصيام لتنالي الأجر والمثوبة من الله ، وطهري نفسكِ من الذنوب وابتعدي عن الصيام المحرم .
الصيام المستحب
1- صيام يوم الاثنين والخميس
2- صيام أيام البيض من كل شهر15،14،13
3- صيام يوم عاشوراء 10محرم .
4- صيام يوم عرفة 9 ذو الحجة لغير الحاج
5- صيام ستة أيام من شوال
الصيام المحرم
1- صيام يوم الجمعة منفرداً أو يوم السبت منفرداً
2- صيام يوم الشك " قبيل دخول رمضان ".
3- صيام يوم العيد " الفطر ،الأضحى ".
4- صيام أيام التشريق 11،12،13 من ذو الحجة .
السادسة:
احرصي على أداء واجباتك على أكمل وجه ، فإنك مسؤولة عنها وأدي واجباتك نحو والديك وزوجك وأبنائك وبيتك ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " [رواه البخاري ومسلم ]
السابعة :
احرصي على الستر ، وتستري – سترك الله بالإيمان – عند خروجك من منزلك بعباءتك فاجعليها ساترة من رأسك وحتى أخمص قدميك ، وقاطعي كل عباءة جديد تُخرج المرأة عن عفتها وحجابها، واستري وجهك بغطاء ثقيل بحيث ترين ولا يراك أحد ، ومن اتقى الله أعانه.
ولا تلبسي القصير والضيق والبنطال ، وابتعدي عن التشبه بالرجال ونساء الكفار ، ولا تفسخي الحياء فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء في خدرها ، كما وأنك أيتها الأم مسؤولة عن بناتك عند خروجهن بالقصير أو بالبنطلون وقد تجاوزن مرحلة الطفولة ، ولا تعوديهن ذلك في مرحلة الطفولة لأن من شب على شيء شاب عليه ، وصعب التخلص منه حال الكبر .
الثامنة :
ابتعد عن التعطر عند خروجك من المنزل ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم :"أيما امرأة خرجت من بيتها متعطرة ومرت بالرجال لعنتها الملائكة "، فاتقي الله وفقك الله ورعاك ، فمن اتقى الله كفاه ووقاه .
التاسعة :
ابتعدي - طهرك الله – عن سماع الغناء ،ولا تغرسي ذلك في أبنائك ، فإن عذابه شديد ولا يجتمع غناء وقرآن ، فالغناء من الشيطان ، والقرآن من الله ، وقد روى أنه لما أُسري بالرسول صلى الله عليه وسلم "رأى أناساً يعذبون ويصب في آذانهم الرصاص الساخن ، فسأل ما بالهم ؟ فقالوا : هؤلاء سامعي المزمار "أي أهل الغناء ". فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، نسأل الله من فضله .
العاشرة :
تذكري أختاه أننا في هذه الدنيا عابرون ، فهي دار ممر وليست بدار مقر ، وعندما تذكرين ذلك وتتذكرين أننا كلنا إليه راجعون وميتون ..فذلك يجعلك أكثر حرصاً على تقواه وطاعته ،
فأين الأحباب والأقارب والأصحاب ؟! هم السابقون ونحن اللاحقون ، جمعنا الله وإياكم في جناته .هذا والله أعلم ، ونسأل الله القبول .