إن الحجاج بن يوسف الثقفى كان أميرا على الطرق فى عهد الخليفه عبدالملك بن مروان خليفة الدوله الامويه وكان الحجاج لا يأكل إلا إذا أرسل إلى رجل يأكل معه وذات يوم وبينما الحجاج فى حال صيد فى الخلاء اذ حضر وقت الغذاء فأرسل حارسه ليأتى له بمن يشاركه الطعام فلم يجد الحارس إلا أعرابيا ينام فى ظل الجبل فأيقظه الحارس فقام الاعرابى مذعورا وقال للحارس : لم أيقظتنى يرحمك الله ؟ فقال له الحارس : لتناول الغذاء مع أمير العراق أتدرى من هو ؟ فقال الاعرابى : نعم انه الحجاج بن يوسف فأخذه الحارس معه الى الحجاج ولما وقف الاعرابى أمام الحجاج قال له الحجاج : اجلس لتناول الغذاء معى فقال له الأعرابي : لقد دعانى من هو أفضل منك لاتناول الطعام عنده .
فقال الحجاج : ومن أفضل منى يا أعرابي ؟ فقال له الأعرابي : إنني اليوم صائم ومدعو على مائدة الله جل جلاله . فقال له الحجاج : يا أعرابي أتصوم هذا اليوم واليوم شديد الحراره ؟ فقال له الأعرابي : ياحجاج أصومه ليوم أشد منه حرا . فقال له الحجاج : يا اعرابى صم غدا وافطر معى اليوم فقال له الاعرابى : ياحجاج هل اطلعت على الغيب فوجدتنى سأعيش على الغد ؟ ثم قال الاعرابى : ماذا تريد منى يا حجاج ؟ فقال له : لا أريد منك شيئا فقال له الاعرابى : إذا فدعنى مع الله ثم انصرف .