قرأت ما كتبه د. عبد الهادي مصباح عن العوامل التي تؤدي الي طول العمر شارحا معني الشيخوخة بشكل عام والشيخوخة في الإنسان ومعناها في الأجناس الأخري, وأشار الي ان الدراسات والابحاث أكدت اخيرا ان هناك أشخاصا بلغوا سن المائة وهم في حالة صحية جيدة, سواء من الناحية الذهنية او البدنية, ولا يعانون أيه امراض عضوية من التي تكثر مع تقدم السن مثل ارتفاع ضغط الدم وامراض البول السكري وغيرها ـ وتوقفت طويلا عند ما ذكره عن الدراسة التي أجراها مجموعة من العلماء الإيطاليين من المعمرين الذين بلغوا من العمر مائة سنة فأكثر لمعرفة اسلوب حياتهم والعوامل التي ادت الي طول عمرهم, وذكر ان متوسط اعمار من شملتهم الدراسة103 أعوام وكان25% من هؤلاء المعمرين لا يعرفون القراءة والكتابة, و59% منهم خرجوا من الدراسة الابتدائية,16% هم الذين اكملوا تعليمهم الجامعي, وتأملت هذه الارقام التي افصحت وفقا لقراءتي عن أن الجهل لا يمثل بالضرورة نقمة علي صاحبه فقد يصبح نعمة يتمتع بها خلال حياته في بعض الاحوال فتكسبه الصحة والعافية وراحة البال وطول العمر, فالجاهل ليس لديه تطلعات واسعة وأفكار ورؤي ومطامع ومشروعات ومعتقدات يسعي للوصول اليها
وتحقيقها.. وبالتالي تدخله بالتأكيد في صراعات ومنافسات مع الآخرين ويدخل من خلالها دائرة التوتر العصبي والضغوط النفسية والأرق التي تسلمه في النهاية إلي العديد من الأمراض التي تسلب الإنسان الصحة والسعادة والتمتع بمباهج الحياة فهل الجاهل فعلا وفقا لهذا الاستنتاج الذي افصحت عنه الارقام التي اوضحتها الدراسة المشار إليها قد يكون اسعد حالا واوفر صحة واطول عمرا من المتعلمين من اصحاب الفكر والثقافة والابداع والرأي والعلم والمشتغلين بالسياسة والأعمال ومن علي شاكلتهم برغم أن الحقائق المطلعة تؤكد أن العلم هو طوق النجاة من كل أمراض المجتمع ومنها الجهل, ومفتاح التقدم والرقي والتحرر ورفاهية المجتمع وسعادته.