في لحظات تأمل في رحلة العمر.. نجد الله جل شأنه قد خلقنا من نطفة وجعلنا أطفالاً نولد من بطون أمهاتنا وجعل لنا من أنفسنا أزواجاً وجعل لنا من أزواجنا بنين وحفدة ورزقنا من الطيبات وأفاء علينا بنعمه التي لا تعد ولا تحصي فهيأ لنا كل مفاتيح العيش الطيب الكريم فأنبت لنا الزرع وخلق لنا الأنعام منها نأكل ونشرب من بطونها لبناً سائغاً للشاربين وسخر لنا البحر نأكل منه لحماً طرياً وبآياته في أنفسنا جعلنا نحيا ونضحك ونبدع ونفكر وتوجنا بتاج الصحة والعافية علنا نشكر ونحن نستشعر كل سبل الراحة التي سخرها لنا فزد علي هذه النعم بالعبادة الخالصة لوجهه الكريم ولا نكون بنعمه من الجاحدين.
وعند تأملاتنا إلي نهاية هذه الرحلة تتجلي صورة جديدة من صور إعجازه في مسيرة حياتنا وبين عنفوان الشباب وأرذل العمر تكون مرحلة الشيخوخة التي تشهد معجزات إلهية بلا حدود فتشيخ الخلايا التي كانت نضرة قوية استعداداً للموت الذي خلقه الله في كل خلية في أجسامنا تماماً مثلما خلق بها الحياة.
وفي سياق مرحلة الشيخوخة يكون حوارنا وسطور هذا الحوار.
الدكتور صلاح عيسي أستاذ أمراض النساء ورئيس مجلس إدارة مستشفي جمعية الأنجلو أميركان يحدثنا عن الشيخوخة في الأعضاء التناسلية في الذكر والأنثي التي تشهد مراحل الخلق وهي المراحل التي تؤكد آيات الله الإعجازية في أنفسنا فكما قال جل شأنه إن الإنسان يخلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب وطبقاً لتفسير المجلس الأعلي للشئون الإسلامية "أن الصلب هو منطقة العمود الفقري والترائب هو عظام الصدر ومن إعجازه ايضا أن المبيض الذي يزن خمسة عشر جراماً ويغرز خمسة ملايين خلية في أسبوع واحد وقت عنفوان شباب المرأة والذي لا يزيد طوله علي 5.2 سنتيمتر وبعرض قدره سنتيمتراً واحداً.. هذا المبيض الذي من خلاله تكون عملية الخلق الأولي فيغرز البويضة ويتحد مع حيوان منوي واحد ينجح من بين ملايين الحيوانات المنوية في اختراق جدار البويضة وبعد تخصيبها تعلق الخلية بجدار رحم المرأة ليصلها الدم وتنمو وتتعدل بإعجاز الله حتي تصبح جنيناً ييسر الله خروجه من الرحم ليبدأ مسيرة الحياة.
مرحلة أخري
عمليات ومراحل بالغة الدقة تتم بإعجاز إلهي وبانضباط يحير العلماء ويثير دهشتهم في مرحلة الشباب ثم ينتهي كل ذلك في الشيخوخة طبقاً لسنة الله في خلقه وكما يقول الدكتور صلاح عيسي: ثمة اختلاف بين في حجم وسرعة الزحف الشيخوخي إلي الجهاز التناسلي سواء في المرأة أو في الرجل حيث لا تتم الشيخوخة برتم واحد أو تحت مظلة التشابه الدقيق حيث تتأثر الشيخوخة في الجهاز التناسلي للمرأة والرجل بالحالة الصحية والأمراض التي أصيب بها كل منهما وحسب سنة الله في خلقه فإن الشيخوخة تأخذ موقعها في مسيرة الحياة فينقطع الطمث عند المرأة ومن إعجاز الله الذي اكتشفه العلماء إن رحم المرأة يتوقف عن إفراز هرمون "الاستروجين" الذي كان يلعب دوراً حيوياً أيام الحمل والولادة ولكن لأن فوائد هذا الهرمون تنقطع بعد انتهاء الحمل والرضاعة فقد اكتشف العلماء أن استمرار إفراز المبيض له يصيب المرأة بالسرطان بعد انقطاع الحاجة له لذا يغيب هذا الهرمون في الشيخوخة وفي الذكر يقل إفراز هرمون الذكورة كالانتروجين..