طلحة بن عبيد الله في احد.. طلحة بن عبيد الله مع عمر رضي الله عنهما

طلحة بن عبيد الله

حديثنا اليوم سيكون عن الصحابي الجليل والمبشر بالجنة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.طلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة ومن يقرأ سيرة طلحة يرى أنه كان قارئا للقرآن وذاكرا لله عز وجل قائما لليل وصائما للنهار ومع كل هذا فقد كان يحب الفروسية والبطولة والجهاد في سبيل الله عز وجل.ومن يقرأ سيرة طلحة يجد لطلحة حسنات اجتماعية لأنه كان تاجرا وكان يسافر من أجل التجارة وكان يجمع الأموال لا للاكتناز لكن من أجل أن ينفقها في سبيل الله تعالى وعندما تقرؤون سيرة طلحة ستتفاجؤون بالكم الكبير من الأعمال الخيرية التي كان يقوم بها طلحة بن عبيد الله.لا يوجد شاب من عشيرة طلحة لا يستطيع الزواج إلا بادر طلحة في تزويجه وساعده على الزواج.ولا يوجد شخص من قبيلته يحتاج المال إلا أقرضه طلحة.لقد كان يقدم خدمات اجتماعية لعائلته وقبيلته حتى أصبح رمزا اجتماعيا وبطلا من الأبطال وتشهد على بطولته غزوة أحد.

طلحة في غزوة أحد...........!
لقد دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم دفاعا شديدا وأنتم تعلمون ما حصل مع النبي في غزوة أحد حيث التف خالد بن الوليد على جيش المسلمين وانتصر جيش الكفار بسببه وفي هذه الغزوة التف الكفار حول النبي صلى الله عليه وسلم يريدون قتله فالتف بعض الصحابة حول النبي صلى الله عليه وسلم ليدافعوا عنه وكان من بينهم طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه وعن بقية الصحابة.وعندما حمي الوطيش واشتد الحرب سقط النبي في حفرة من الحفر التي حفرها المشركون للنبي وغيره وكسرت رباعيته وشج وجهه الشريف.لكن من الذي حمل النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الحفرة وأخرجه إلى خارجها إنه طلحة بن عبيد الله.قال تعالى" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".لقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يقولون هذا ممن ينتظر وكانوا يشيرون إلى طلحة لأنه كان ممن أبلى بلاء حسنا في غزوة أحد.
لقد قال أبو بكر الصديق عن يوم أحد ( أحد كلها لطلحة).لاحظوا هذا المدح الذي ناله طلحة من خليفة رسول الله أبي بكر.وطلحة لم يشهد غزوة بدر لأنه كان في تجارة يضرب في الأرض يبتغي الرزق فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم سهما مع الصحابة وقال هذا سهم لطلحة.ومن هنا ندرك أهمية النية في الإسلام فبحسب النية يحاسب الإنسان ويكتب له الخير أو الشر وطلحة كان مسافرا لكنه في نفسه كان يتمنى أن يكون في الغزوة لهذا استجاب النبي لنيته وفرض له سهما في الغنيمة.لقد قال الإمام أحمد بن حنبل رب نية خير من عمل والنية لها مكانة في الإسلام ومن أجمل ما قرأت رسالة للدكتوراه للدكتور عمر الأشقر أنصحكم بقراءته عنوان الكتاب مقاصد المكلفين.يتكلم فيها عن النية والنية كما تعلمون مبحث كبير في الإسلام ومثال أهمية النية الصلاة مثلا فإن الإنسان إذا أراد أن يدخل في الصلاة لا بد أن ينوي وكذلك صيام ستة أيام من شوال لمن كان عليه قضاء هل يجوز أن ينوي صيام الست مع القضاء...?إذن النية لها مباحث وديننا من أجل الأديان التي فصلت في قضية النية ولهذا فإن حديث إنما الأعمال بالنيات يعده العلماء ثلث الدين.,

وطلحة عندما غاب عن غزوة بدر وهو يتمنى الحضور ضرب له النبي سهما مع الصحابة من العنيمة.من فضائل طلحة عند النبي.ولقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:من سره أن ينظر إلى رجل قضى نحبه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله.هذه بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة لكزنه ممن ينتظر وكونه ممن ينتظر فمعناها لا تصيبه الفتنة وهذا ما يتنماه الإنسان ونحن دائما ندعو فنقول اللهم اختم بالصالحات أعمالنا.وطلحة نال هذا الشرف وهو حي وهو يمشي على الأرض وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم أيضا من أراد أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وهو شهيد فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله.وهذه بشارة أخرى لطلحة وهذه البشارات كانت تشمل كثيرا من الصحابة فمثلا أبو عبيدة بن الجراح وصف بأمين هذه الأمة وعمر بن الخطاب لقب بالفاروق وأبو بكر بالصديق وعثمان بذي النورين وكل الصحابة لهم شرف كبير.ومع هذا لم يتكبروا ولم يصابوا بالغرور بل بالعكس فقد كانوا أكثر تواضعا وإقداما وأكثر خدمة للمجتمع وللدين.

مجتمع تصبح فيه وترى الصحابة يمشون في الطرق وكل واحد منهم مبشر بالجنة وكأن المدينة قطعة من الجنة مبشر أصحابها بالجنة.لكن كيف كان شعور طلحة وأمثاله ممن بشر بالجنة وكيف كانوا يعيشون حياتهم وقد بشروا بعدة بشارات من النبي صلى الله عليه وسلم لا شكأنها مشاعر عظيمة.ولهذا فإننا نقتدي بهم ونسير على دربهم ونذو حذوهم في الأخلاق والسلوك والمعاملات.لقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن يوم أحد فقال جبريل عن يميني وطلحة عن يساري.أي شرف ناله طلحة يوم أحد لقد أبلى بلاء عظيما مع النبي صلى الله عليبه وسلم يوم أحد حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم سأل قبل بداية المعركة من لهم.....؟فقال له طلحة أنا يا رسول الله فقال له النبي مكانك أي قف مكانك لا تتحرك فقال أحد الصحابة أنا يا رسول الله فقال له اذهب فذهب واستشهد ثم قال النبي من للقوم.....؟فقال طلحة أنا يا رسول الله فقال له النبي كما أنت فقام صاحبي وقال أنا يا رسول الله فقال له النبي اذهب فذهب واستشهد وبدأت المعركة وطلحة يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم دفاعا مستميتا حتى قطعت أصابعه ومن شدة الألم قال حسّ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هلا قلت باسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون.
لاحظوا هذا التوجيه العظيم من النبي صلى الله عليه وسلم لقد أراد أن يقوي الإيمان في قلب طلحة ويذكره بالله تعالى أثناء المحنة ليرجع إلى الله تعالى ويرضى بقضاء الله تعالى.






منهج عمر عند الابتلاءات.
ولو أردنا أن نسلط الضوء على منهج عمر في الابتلاء لرأيناه يقول كلما ابتليت ابتلاء أحمد الله تعالى على ثلاث:
أولا: أنها لم تكن أكبر مما كانت.ثانيا: أنها لم تكن في ديني.ثالثا: أني أقول عندها إنا لله وإنا إليه راجعون فآخذ عليها الثواب والحسنات.فإذا جاءت المصيبة فهي نعمة لمن يراها أنها نعمة والمشكلة إذن في البصر الذي يرى المصيبة وهذه التربية قدمها النبي لطلحة عندما قطعت أصابعه.إذن طلحة بن عبيد الله له شرف عظيم في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك بشر بالجنة.لقد كان طلحة على التكافل الاجتماعي وعلى صلة الرحم وعلى مواساة المحتاج وإاثة الملهوف.لقد كانت له قصة مع عمر الفاروق ففي يوم من الأيام كان عمر يمشي في المدينة ليلا وكان طلحة يراقب عمر فدخل عمر بيتا من البيوت وانتظر فيه قليلا وطلحة ينتظره في الخارج ويراقبه يريد أن يعرف لماذا يمشي عمر في الليل وماذا يفعل في هذه الدار......؟

خرج عمر وبعدما خرج دخل طلحة نفس البيت فإذا فيه امرأة عجوز عمياء فسألها طلحة عن ما يفعله عمر في هذا البيت فقالت له ينظف لنا البيت ويقضي لنا حوائجنا.فخرج طلحة وهو يبكي ويقول ثكلتك أمك يا طلحة أعثرات عمر تتبع.........؟موقف من المواقف في العلاقات الاجتماعية بين طلحة وعمر ووالله لو قرأنا كل الحضارات وقرأنا ما فيها من أخلاق وقيم فلن نجد مثل رقي أخلاق الصحابة.حتى أصحاب الأنبياء لا نجد مثل أصحاب النبي لأنهم قدوة البشرية ونجومها.قصة عبد الله بن عباس مع النمل.

وبينما أنا أسجل في هذا المكان الروماني الأثري لمحت مجتمعا للنمل وتذكرت أخلاق الصحابة من خلال هذا المجتمع فللنمل قصة مع الصحابة منها قصة عبد الله بن عباس وبالمناسبة فإن عبد الله بن عباس كان من المبشرين
بالجنة أيضا وهذه القصة هي:كان عبد الله بن عباس يجمع فتات الخبز ويخرج من داره ويعطيه للنمل وإذا سئل عن فعله قال إنهم جيراني.لاحظوا إلى أين وصلت أخلاقهم فهم لم يكونوا يكرمون الناس فقط بل كانوا يكرمون الحيوان بل حتى النمل.لقد عد النمل من الجيران والنبي أوصى بالجار وهذه هي سيرة طلحة بن عبيد الله.لقد كان أحد الأربعة الذين يأكلون مع بعض ويخرجون مع بعض ويتسامرون مع بعض إنهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص لقد كانوا يلعبون مع بعضهم عندما كانوا صغارا وكلهم مبشرين بالجنة.وفي نهاية المطاف رضي الله عن طلحة بن عبيد الله وعن بقية الصحابة.