رسالة من فضيلة الشيخ محمد عبد الملك الزغبى

رؤية فى الأزمة الماضية .. وتصور للمرحلة القادمة


إن النظام السابق عاش طوال فترته متخبطا فى الفساد والظلم والفوضى بل عمل على نشر الفساد وتعميمه حتى صار فى بلدنا ما يشبه ثقافة الفساد لدرجة أننا قلما رأينا شفافية وطهر فى هذا العهد البائد وكنت أذكر ذلك فى خطبى ومحاضراتى من ثلاثين عاما ناصحاً ومعالجا ً بالمعروف إلا أن فساد الحقبة الماضية كان ظاهرة بحاجة إلى اقتلاعها من جذورها وقد شاء الله ذلك على أيدي الشباب من أبناء وطننا الغالى .

وحينما تأملت هذا الشر برمته وبحثت عن أسبابه رأيتها فى التالى :
البعد عن منهج الله جل وعلا .
عدم الاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم وعدم الاهتداء بهديه .
جهل النظام بالدين وتقريبه للمبدعين والمنافقين من أدعياء العلم الدينى .
حاشية السوء التى أحاطت به حيث كانوا من تجار المخدرات ومن لصوص العقارات ومن المرابية والنصابين والأفاقين .
تزاوج النظام بالثروة من الحلال ومن الحرام دون خوف من الله أو خوف على الوطن .
نشر الجهل والبعد عن العلم حيث جعل نصف مجلس الشعب 50% أى نصف المجلس من العمال والفلاحين ليساعد على الجهل ويحث عليه .
نشر الثقافة المنحلة والمنحطة حتى لا يرقى المجتمع من الناحية الثقافية .
عدم الأخذ بوسائل التقدم والتقنية والأبحاث العلمية التجريبية حتى تبقى مصر فى زيل القافلة .
التبعية المطلقة لأمريكا واليهود ولبقاء مصر ضعيفة هزيلة لمصلحة اليهود .
الاستعانة بعناصر من الشرطة فاسدة وكذا بأرباب السوابق والمسجلين خطرا للحفاظ على مناصبهم من خلال الانتخابات المزورة وما شابه الأمر الذى أدى بالنظام إلى الحضيض والسقوط .
وشاء الله عز وجل أن تقوم مجموعة من الشباب ذو الأعمار الصغيرة لمجاهدة النظام الفاشى وتمردوا عليه وعلى عناصر الشرطة الفاسدة إلا ما رحم ربى وعلى بلطجيته وقدموا ثما عظيما ودفعوا ثمن التحرير من دمائهم حتى انتصروا عليه بفضل الله والذى ساعدهم على ذلك بلا شك ؛ إن الشعب كان قد بلغ به من الذل والمهانة والضياع ما الله به عليم ؛ لذلك خرج الشعب بأسره خلف هؤلاء الشباب الأمر الذى سهل سقوط النظام .

ولكــــــــــــــــن
رأينا من بعض إخواننا وأبنائنا دعوات نادوا بها دون قصد منهم لذلك حيث طالبوا بدولة مدنية لا دينية وكلى صقة أنهم لا يقصدون المعنى فإنى أحسن الظن فيهم حفظهم الله .
لذلك أردت أن أقول لهم :
ان التوفيق الذى تم لكم إنما هو من الله جل وعلا .
ولولا أن الله جمع لكم وعليكم القلوب لما التف الشعب بأسره حولكم .
وقلب النظام بين أصبعين من أصابع الرحمن فصرفه وأراحنا منه

لذلك عليكم أن تتذكروا نعمة الله عليكم وعليكم أن تشكروه عليها
(فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون)

لذلك علينا جميعا :
أن ننادى ونعمل على تطبيق شرع الله جل وعلا .
أن نعمل جميعا على القضاء على الفساد بشتى صوره فى جميع المصالح والوظائف .
أن يكون التعليم إلزامياً وبالمجان للجميع حتى تكون أمة راقية متعلمة تعرف حقوقها والواجبات التى عليها لترقى إلى مقدمة الأمم .
أن ننشر الثقافة الإسلامية وكذا كل ثقافة نافعة وناجحة بضابط أن تكون متفقه مع تعاليم الإسلام .
أن نشجع على البحث العلمى وأن نطلق العنان للعقل فى التقدم الناجح ولا بأس من الاستفادة بخبرات الغرب فى كافة الميادين ما دامت متاحة .
أن نشجع على إقامة وإنشاء بنك مركزى إسلامى تتفرع منه البنوك الإسلامية حتى لا نقع فى كبيرة الربا ونعلن الحرب على الله وأنتم رأيتم النتيجة بأنفسكم .
أن نعمل على تقوية جيشنا لأنه يمثل دعامة القوة والأمان لوطننا .
أن نساعد الجهات الأمنية الشريفة على محاصرة البلطجية والمجرمين واللصوص للقضاء على هذه الظواهر الخطيرة ولتطهير مجتمعنا منهم .
أن نعمل على نظافة بلدنا بكل ما أوتينا من قوة فنساعد عمال النظافة على نظافة شوارعنا ومدننا وبلادنا بلا خجل من ذلك ونرقى بوطننا إلى الهدف المنشود والصورة المثالية .


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته