عبدالناصر مرز شخصيه مهمه
احترام المنتدى : البلد : هوايتى : المزاج : عدد المساهمات : 1529 اوسمه العضو :
| موضوع: الفكر الاقتصادى والقضايا المعاصره الجمعة 26 مارس - 19:26 | |
| اضطرار النظم التقليدية مثل الرأسمالية الخروج عن مقتضي الأيدلوجية التي تقوم عليها وهي الحرية الاقتصادية المطلقة والتحول نحو الحرية المنضبطة بإقرار تدخل الدولة وتقييد السوق الحرة ببعض الضوابط مثل التشريعات المناهضة للسياسات الاحتكارية والتي تسير نحو الأخذ بما سبق أن قال به الإسلام في ضبط الاقتصاد. * إن واقع تطبيق النظم الاقتصادية الغربية أسفر عن مشكلات كبيرة تعاني منها جميع الدول وتؤرق المجتمع الدولي ومن أهمها زيادة نطاق الفقر واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتلوث البيئة واستنزاف الموارد وانتشار الفساد الاقتصادي. والممارسات غير الأخلاقية. والكل يؤكد أن سبب هذه المشكلات هو الأيدلوجيات التي استقيت منها المفاهيم الاقتصادية الأساسية والتي تركز علي الحرية المطلقة التي وإن حققت الكفاءة إلي حد ما إلا أنها فشلت في تحقيق العدالة ورفاهية المجتمعات. وذلك بسبب إبعاد القيم الدينية عن علم الاقتصاد. كما يؤكد أحدهم "إن إبعاد الأخلاق عن الاقتصاد قد أفقر علم الاقتصاد". * لقد جرب العالم الإسلامي النظم الاقتصادية الغربية وهي الرأسمالية والاشتراكية ولم يجن من وراء ذلك سوي المزيد من التخلف الاقتصادي والتبعية لدول الغرب وحالة التناقض التي تعيشها بلدان العالم الإسلامي بين عقيدتهم وبين نظم وافدة مستمدة من عقائد وأيدلوجيات مخالفة في نظرتها للحياة والكون والأهداف الاقتصادية عن نظرة الإسلام. مما يقتضي العمل علي إعادة التوازن إلي حياة المسلمين بين العقيدة والسلوك. وهذا يتطلب فكراً اقتصادياً إسلامياً يبين لهم هذا الطريق المنشود. * ولماذا نذهب بعيداً وها هم علماء الاقتصاد الغربيون يصرحون بعدم مصداقية علم الاقتصاد الوضعي وأنه لابد من وجود نموذج جديد بدلاً عنه. فيقول أحدهم: "هناك أعداد متنامية من الناس الذين يشكون بأن كل شيء علي ما يرام في البيت الذي بناه علي الاقتصاد" ويؤكد آخر "علي أن هناك حاجة لإيجاد نموذج جديد وأين هذا النموذج الجديد سوي الاقتصاد الإسلامي الذي تتقارب إليه النماذج الغربية في محاولتها لعلاج تشوهاتها كما حدث فعلاً في الرأسمالية بظهور دولة الرفاهية. وفي التوسع نحو أسلوب المشاركة في صورة الاستثمار الأجنبي المباشر وغير المباشر بدلاً من الإقراض بفوائد ربوية. وفي إقرار ضوابط السوق التي قررتها الشريعة الإسلامية بديلاً من الحرية المنفلتة. وفي المناداة بضرورة إدخال الأخلاق كعنصر هام في الممارسات الاقتصادية بعدما زاد الفساد الاقتصادي علي نطاق واسع. كل ذلك يؤكد ضرورة وجود الفكر الاقتصادي الإسلامي الذي بدأ العودة بالظهور في عالم المسلمين اليوم وحقق انجازات ملموسة في الواقع التطبيقي رغم حداثة دخوله في الحياة المعاصرة بعد غياب كبير. فما هي هذه الانجازات؟ هذا ما سنحاول التعرف عليه في الفقرة التالية. * أهم انجازات الفكر الاقتصادي الإسلامي في الحياة المعاصرة: رغم أن أصول الفكر الاقتصادي الإسلامي وهي: القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مازالت قائمة في حياة المسلمين. وأن التراث الفقهي بين أيدي المسلمين ويتعالي بناؤه بالدراسات الفقهية المستمرة في كل العصور وحتي الآن. وأن تاريخ الفكر الاقتصادي الإسلامي ضارب بجذوره في أعماق التاريخ وشهد فترات ازدهار واضحة. إلا أن فترة التغريب التي عاشها المسلمون بعيداً عن تنظيم حياتهم الاقتصادية من المنظور الإسلامي طالت حتي قدر الله سبحانه وتعالي أن تحدث صحوة إسلامية معاصرة منذ حوالي ثلاثين سنة مضت امتدت إلي المجال الاقتصادي في صورة علمية وعملية. وفي خلال هذه المدة الوجيزة ظهرت انجازات للفكر الاقتصادي الإسلامي تمثل قدرة هذا الفكر علي ملاحقة المستجدات من قضايا ومشكلات اقتصادية معاصرة. | |
|