مسلسل جديد يعيد المرأه لعصور التخلف

بدأ المخرج محمد النقلي في ترشيح أبطال مسلسله الجديد أزواج الحاجة زهرة وتلعب بطولته غادة عبدالرازق.. النقلي قضي فترة في اختيار الوجوه الجديدة التي تشارك في العمل إلي جانب ترشيح اثنين من أزواج زهرة.. وهم الفنان حسن يوسف.. وباسم باخور.
يوضح النقلي أن أزواج الحاجة زهرة بعيد تماماً عن فكرة الحاج متولي الذي تزوج خمسة هو الاخر.. مؤكداً أن هناك سوء تفاهم.. والناس تعتقد من مجرد اسم المسلسل انها المقابل لنور الشريف..
ولكن الفكرة بعيدة تماماً.. رغم أن زهرة يظل علي ذمتها في العمل أربعة أزواج.. بل تزيد وتتزوج الخامس في معالجة جديدة لم تقدم علي الشاشة من قبل.. وفي نفس الوقت نفي أن يكون هناك أي خلاف مع الأزهر كما أشيع.. ولكن العمل يتناول جوانب كثيرة في قوانين الأحوال الشخصية والتي تمس كثيراً من السيدات.
هذا هو ملخص الخبر الذي نشرته الزميلة سحر صلاح الدين بالزميلة الجمهورية.. وحقيقة فقد لفت نظري هذا الخبر.. بل واستفزني جداً.. لأنه إذا كان ما جاء في الخبر من كلام مخرج العمل صادقاً وصحيحاً.. وليس دعاية لمسلسله.. فهو كلام خطير جداً.. ويسيء إلي المرأة أشد إساءة.. والأكثر أنه يعيد المرأة إلي عصر الظلام.. والذي كانت تستخدم فيه المرأة أسوأ استخدام.
وقد أعادني هذا الخبر لقراءة بعض من التاريخ القديم.. لمعرفة كيف كانت تنظر الشعوب القديمة للمرأة..؟ وكيف كانت تتعامل مع المرأة؟
ففي كتابه الأسرة المسلمة أسس ومباديء كتب د.عبدالحكم الصعيدي.. كانت نظرة المجتمعات علي اختلاف مللها ونحلها علي مر العصور تتسم بالعنف والقسوة ضد المرأة.. ففي العصر الإغريقي كانوا ينظرون للمرأة علي أنها مخلوق منحط ووضيع ولا تصلح إلا للنسل وتدبير المنزل.. فهي جارية مملوكة.
يضيف.. وكانت المرأة الولود تؤخذ من زوجها بطريقة "الهبة" لتنجب للوطن أولادا من رجال آخرين غير زوجها.. وكانت قمة المهزلة في ذلك الوضع الشائن المتردي تتمثل في إعدام تلك المرأة إذا أنجبت طفلاً دميماً.. وكأنها ليست مخلوقاً.
وأوضح أن نظرة اليونان القديم للمرأة انحصرت في انها مثار للشهوة.. ولا سلطان لها علي أنوثتها.. ونظرت إليها بعض طوائف اليهود والنصاري علي أنها شر من الأفاعي والأوبئة وسائر الشرور.. ولا تعدو في نظرهم مرتبة الخادم أو الجارية المملوكة حيث كانت تباع وتشتري.. ومع ذلك فهي شر لابد منه.
وأشار إلي أن هوان المرأة بلغ ذروته في جاهلية العرب.. فقد كانت تدفن وهي علي قيد الحياة.. وكانوا يصمون المرأة بالمهانة إذا أنجاها القدر من هذا المصير.. ومن صور هذه المهانة أن يجتمع الرهط مادون العشرة يدخلون علي المرأة كلهم يصيبها.. فإذا حملت ووضعت ترسل إليهم وتختار واحداً منهم أباً للولد.
وفي كتابه أصول علم الإنسان "الأنثروبولوجيا" خصص د.يحيي مرسي عيد بدر فصلاً كاملاً تحدث فيه عن وضع المرأة في العديد من المجتمعات.. فعلي سبيل المثال كان هناك ما يسمي بالشيوعية الجنسية.. وهذا كان يسود بين أفراد العشيرة الواحدة.. فكانت نساء كل عشيرة حقاً مشاعاً لجميع رجالها يستمتعون بهن في أي وقت بدون معاشرة منظمة أو قيود زواج.. وكان هذا النوع من إهانة المرأة موجوداً في الشعوب الأوروبية في عصورها الأولي.. وعند قبائل الباري والكيناما في شرق أفريقيا لم ينظروا إلي حمل المرأة سفاحاً علي أنه عمل شائن.. كما أن عشائر الوانيور لا تجد أي غضاضة في أن يكون للفتاة عشيق.. وفي استراليا.. وبصفة أساسية بين قبائل الديري كان بينهم زواج عدة رجال بعدة نساء.. ولكل منهم حق الاتصال بالجنس الآخر.. ويعيشون في خيام الحب.
يضيف: وينتشر تعدد الأزواج للمرأة الواحدة في قبيلة التودا وهي قبيلة هندية غير هندوسية.. فعندما تتزوج امرأة من رجل تصبح تلقائياً زوجة له ولجميع إخوته.. وفي جزر ماركويساس في جنوب المحيط الهادي يذكر أن منزل الزوجية هناك يقوم علي تعدد الأزواج للمرأة الواحدة.. فكان يوجد زوجان أو ثلاثة للمرأة الواحدة.. بينما في منزل زعيم القبيلة كان يوجد 11 أو 12 رجلاً لثلاثة أو أربعة نساء.
هذه رحلة سريعة لوضع المرأة في المجتمعات القديمة.. وكيف كان هذا الوضع في منتهي المهانة للمرأة.. حتي في العصر الحديث حيث تستخدم المرأة في المجتمع الغربي كأداة جنسية لإنهاء أو الحصول علي المشاريع التجارية.. ولازالت تستخدم في عروض الأزياء والأفلام الجنسية ومسابقات ملكات الجمال.. وغيرها من أسواق النخاسة في الوقت الذي يتهمون فيه الإسلام بأنه يهين المرأة ولا يعطيها حقوقها.. مما يدعونا للحديث عن كيف أعاد الإسلام للمرأة كرامتها؟
فقد تبوأت المرأة في ظل الإسلام وتعاليمه مكانة لم تحظ بمثلها في أي نظام اجتماعي آخر.. وقدرها الإسلام حق قدرها.. فالمرأة بالنسبة للرجل هي الأم والأخت والابنة والجدة والخالة والعمة.. فأعلي شأن المرأة وأبرزه ووضحه في مجال العبادات والمعاملات والأخلاق والإرث.. حافظ الإسلام علي كرامة المرأة بأن يكون لها زوج واحد.. وذلك حماية لها من الأمراض والأوبئة التي يسلطها الخالق عز وجل علي المجتمعات المنحلة.
بعد هذا العرض أعود إلي الخبر الذي بدأت به.. وأقول إنه إذا كان كلام المخرج دعاية فقط لجذب الأنظار إلي المسلسل.. وإثارة الرأي العام كدعاية.. فبئسها من دعاية لأنها قبل أن تكون مخالفة للشرع والدين فهي مخالفة للفطرة الإنسانية.. وإهانة مذلة للمرأة.. أما إذا كان ما جاء في الخبر صحيحاً.. فهذه كارثة ومصيبة.. كما أن إقحام الأزهر في الموضوع وأنه لا خلاف مع الأزهر فهذا يعني أن الأزهر موافق علي أحداث المسلسل والذي تتزوج فيه بطلته من خمسة رجال في وقت واحد.. وهذا لا يمكن أبداً.. وهو كذب وافتراء.. لأنه لا يمكن أن يصمت الأزهر علي ذلك.. بل ولا يمكن أن تصمت أي امرأة علي هذا.. لأن فيه إهانة للدين وللمرأة وللمجتمع.. فماذا يراد بالمرأة؟
ورغم أن المجتمع الغربي مجتمع مفتوح ويمتليء بالموبقات ويمكن للمرأة أن تكون عشيقة لأكثر من رجل.. إلا أنهم لا يمكن أن يوافقوا علي ذلك أو ينشروه فهو فعل مجرم.. فما بالنا بديننا الحنيف الذي حافظ ويحافظ علي المرأة وكرامتها وكينونتها.
ولا أعلم هل هناك ترابط بين هذا الخبر ومقالة لإحدي السيدات تطالب فيه بتعدد الأزواج للمرأة.. انها بحق مصيبة.. وعلي مخرج هذا المسلسل ومن معه أن يتقوا الله إذا كان ما جاء في هذا الخبر صحيحاً.. لأنه سيؤدي إلي ثورة داخل المجتمع.. وسيثير إخواننا من العرب في جميع البلدان العربية.. ويكفينا كم الإساءات التي توجه إلينا بسبب الصورة السيئة والمهينة والمذلة التي تصورها الأفلام عن المرأة المصرية.. فكثير من إخواننا في البلاد العربية ينظرون لها كما يشاهدونها في الأفلام.. وكأنها تعيش في كازينوهات شارع الهرم.
وأتمني أن يعود الفن إلي رشده.. ويبتعد عن كل ما يسيء للمرأة.. وأن يصور المرأة القدوة.. وعندنا الأمثلة كثيرة وعديدة لسيدات مصريات وفتيات مصريات كن نموذجاً للوفاء والأخلاق الحميدة وهن يحافظن علي أسرهن ويربين أبناءهن والإخوة والأخوات بكل عفة وشرف وإخلاص.
وهذه الصورة هي التي ستخلق فتيات عفيفات يتسمن بالشرف والعمل الجاد الشريف لبناء المجتمع المصري من خلال تربية أبنائهن علي الشرف والتمسك بالأخلاق الحميدة.. والإخلاص في العمل.. وذلك بدلاً من تزويج المرأة من خمسة رجال في صورة مقيتة تثير الاشمئزاز وتموع النفس.

لاحول ولا قوة الا بالله
مسلسل جديد يعيد المرأه لعصور التخلف 174235

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أختنا الفاضله / أمة الله
جزاكم الله خيرا

» كابتن شحاته يعيد زيدان امام الجزائر
» أقوال عن المرأه
» مفاتيح قلب المرأه
» ظاهرة المرأه المسترجله
» المرأه والكوافير والباروكه