عبدالناصر مرز شخصيه مهمه
احترام المنتدى : البلد : هوايتى : المزاج : عدد المساهمات : 1529 اوسمه العضو :
| موضوع: ارادة الله وقدرته نافذه الثلاثاء 8 ديسمبر - 6:12 | |
| ولد موسي - عليه السلام - في ظروف صعبة وغير مواتية. حيث هناك قرار قد اتخذ من قبل فرعون بذبح كل طفل يولد خشية علي ملكه منه. فقد شاع أن بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن الخليل إبراهيم - عليه السلام - من أنه سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر علي يديه. وقد تحدث الناس بذلك. ووصل الخبر إلي فرعون فأمر بذبح كل طفل يولد من أبناء بني إسرائيل. حذرا من وجود هذا الغلام. وروي أيضا عن ابن عباس وابن مسعود وبعض الصحابة أن فرعون رأي في منامه. كأن نارا قد أقبلت من نحو بيت المقدس. فأحرقت دور مصر وجميع القبط ولم تضربني إسرائيل. فلما استيقظ هاله ذلك. فجمع الكهنة والسحرة. وسألهم عن ذلك. فقالوا: هذا غلام يولد من هؤلاء. يكون هلاك أهل مصر علي يديه. فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النسوان. ولن يغني حذر من قدر. ولقد احترز فرعون كل الاحتراز ألا يوجد هذا الغلام. حتي جعل رجالا وقوابل يدورون علي الحبالي. ويعلمون ميقات وضعهن. فلا تلد امرأة ذكرا إلا ذبحه رجال فرعون وجنوده من ساعته. وقد أشار القرآن الكريم إلي ذلك في أكثر من موضع فقال تعالي: "نتلو عليك من نبأ موسي وفرعون بالحق لقوم يؤمنون. إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم. إنه كان من المفسدين" "القصص: 3 - 4". ولكن مهما كانت إرادة العبد وسلطانه ونفوذه وقوته. فإرادة الله وقدرته فوق كل شيء. فرغم كل هذا الحذر ينجو موسي من الذبح ليكون آية لفرعون وجنوده قال تعالي: "ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة الوارثين. ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون" "القصص: 4 - 6". ومع كثرة الذبح والقتل لأبناء بني إسرائيل أوشكوا علي الانقراض. فضاق القبط لذلك وقد ذكر غير واحد من المفسرين: أن القبط شكوا إلي فرعون قلة بني إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور. وخشوا أن تتفاني الكبار مع قتل الصغار. فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنوا إسرائيل يعالجون. فأمر فرعون علي أثر ذلك بقتل الأبناء عاما وأن يتركوا عاما. فولد هارون أخو موسي - عليهما السلام - في عام المسامحة وعدم القتل. وولد موسي في عام الذبح والقتل. وتجدر الإشارة هنا إلي أن مصر في ذلك العصر كانت مسكونة بالقبط. وفي أيام يوسف - عليه السلام - دخلها بنو إسرائيل. وسكنوا فيها وتناسلوا وكان المفترض أنهم يذوبون في المجتمع القبطي. والناس الآن يفهمون أن كلمة قبطي معناها نصراني وشاع بينهم مصطلح: الأقباط في مصر. وهذا خطأ كبير؟. لأن القبطي معناه: المصري القديم. والمسيحية لم تدخل مصر إلا مع احتلال الرومان لمصر حيث كانوا علي دين المسيحية. فدخل هذا الخطأ عند كثير من الناس من جراء ذلك. ولد موسي - عليه السلام - في هذه الظروف القاسية. ولد وهو ينتظره جنود فرعون ليذبحوه ولد علي الأرجح بصان الحجر إحدي عواصم مصر القديمة وأحد مراكز محافظة الشرقية الآن. فلما وضعت أم موسي ولدها. ضاقت به ذرعا لأنها تخشي عليه الذبح. وقد احترزت من أول ما حبلت. ولم يكن يظهر عليها مخايل الحبل والحمل حتي وضعته سرا. وظلت أم موسي ترضعه عدة أشهر في أمان بعيدا عن العيون حتي رأي واحد من رعية فرعون قابلة - داية - خارجة من بيت أم موسي. فأبلغ رجال فرعون. فجاءوا ليفتشوا البيت. فلما أحست بهم أم موسي خافت عليه. فلفته في قطعة قماش ثم لم تجد ما تخبئه فيه إلا الفرن وكان مسجورا - أي مشتعلا بالنار - ومن لوعتها وخوفها عليه ألقت به في الفرن المشتعل نارا ولم تنتبه إلي ذلك إلا بعد انصراف الجند حيث تذكرت أن بالفرن نارا فارتجفت عليه وذهبت لتري ما حدث له. فوجدته سليما ولم يحدث له مكروه وأن النار كانت عليه بردا وسلاما كما كانت علي جده الخليل إبراهيم عليه السلام. فاطمأنت إلي أن الله حافظ هذا الوليد ولن يحدث له سوء وأن وعد الله حق. ولذلك لما أوحي الله - عز وجل - إلي أم موسي بقوله: "وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين" "القصص: 7". استجابت لأمر الله - عز وجل - علي الفور ووضعت ابنها في صندوق وألقت به في البحر. والوحي إلي أم موسي ليس هو بوحي نبوة كما زعم ابن حزم وغيره من المتعلمين بل هو وحي إلهام وإرشاد كما حكاه أبوالحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة. فالوحي علي إطلاقه هو إعلام خفي. لكن الوحي الشرعي هو إعلام من الله لرسوله بمنهجه لخلقه. والوحي إلي أم موسي كان نفاثا في الردع وإلهاما أو كان بواسطة رؤيا أو كان بواسطة ملك كلمها وأرشدها إلي هذا الفعل. فهو علي شاكلة: "وأوحي ربك إلي النحل.." "النحل: 68". وإذا تساءلنا مع الشيخ الشعراوي رحمه الله: هل هذا الأمر يتقبله العقل؟ الإجابة: لا. لأنه لا توجد أم يمر علي ذهنها أو تفكيرها مثل هذا الخاطر أن تلقي بابنها في البحر خوفا من خطر يهدده. لا توجد أم تتقبل فكرة نجاة الابن من موت محتمل إلي موت محقق. بل ومؤكد. لكن أم موسي أخذت الوحي بكامله. أرضعت الابن ثم ألقته في البحر وصدقت وعد الله بأنها سوف تسترد ابنها وسوف يكون ذلك الابن نبيا. وخاصة بعد أن رأت نجاته من النار التي كانت بالفرن عندما ألقت به فيها خوفا عليه من جنود فرعون. فأصبحت علي ثقة بنجاة ابنها وبصدق وعد ربها ووحيه. ويلتقط آل فرعون وجنوده الصندوق من البحر ويفتح الصندوق أمام الفرعون. فإذا به الطفل موسي وكان فرعون لا ينجب وكانت امرأته تتمني أن يكون لها ولد. فلما رأت موسي ووقع نظرها عليه أحبته وفرحت به فرحا شديدا واستوهبته من فرعون. فهوبها إياه لتتخذه ولدا. وهذا ما صوره القرآن في قوله تعالي: "فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين. وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك. لا تقتلوه عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون" "القصص: 8-9". وكون فرعون يأخذ موسي ويربيه في قصره. فهذا دليل علي أن الله تعالي إذا أراد شيئا. جعل أعداءه يقومون بهذا الشيء ويساعدون فيه دون أن يدروا. | |
|
آنين مستغفر vip
احترام المنتدى : البلد : هوايتى : المزاج : عدد المساهمات : 1479
| موضوع: رد: ارادة الله وقدرته نافذه الثلاثاء 8 ديسمبر - 6:43 | |
| جزاك الله خيراً وجعله الله بميزان الحسنات | |
|
عبدالناصر مرز شخصيه مهمه
احترام المنتدى : البلد : هوايتى : المزاج : عدد المساهمات : 1529 اوسمه العضو :
| موضوع: رد: ارادة الله وقدرته نافذه الثلاثاء 8 ديسمبر - 9:18 | |
| | |
|